الأربعاء، 10 أغسطس 2016

قاتل البعوض الأشهر في التاريخ



التنين الذي عرف بإسم ملاريا كان على مقربة من الإختفاء في مرحلة من التاريخ! إقترب الدكتور فراد سوبر كثيراً من القضاء على هذا المرض. د.فراد أميركي الجنسية، أكمل دراسته في مدرسة جون هوبكنز للصحة العامة، ومن ثمّ إنضمّ إلى جمعية روكفيلير. عملت الجمعية حتّى الحرب العالمية الثانية في العديد من برامج الصحّة العامة في 52 بلداً حول العالم. أجرت دراسات حول أمراض عديدة مثل الملاريا والحمّى الصفراء وشددت على إستعمالها لقاتل بعوض جيّد. 

الرجل الخارق الذي حارب المرض
وفقاً لدكتور سوبر، الطريقة الأفضل لمكافحة الملاريا هي من خلال تنظيم الموارد على نطاق الأمّة مع التشديد على العمل المستمرّ على الأرض من مكان إلى آخر، للقضاء تدريجياً على كافة أشكال منازل البعوض التي قد تقتل. في خلال عمله في أميركا الجنوبية عام 1930، شدد د.سوبر على تفقد وتنظيف كافة الحفر والزوايا حيث قد نجد بعوض في المنزل. وعند تنظيف كلّ المنازل في النطاق الواحد، يعالج النطاق الذي يليه بواسطة مراقبين جاهزين. 

في عام 1930، تمّ إستدعاء د. كوبر عندما واجهت الحكومة البرازيلية موجة من الملاريا. عمل ما يزيد عن ال4000 شخصاً على الرشّ في الجانب الريفيّ، فعملوا على رشّ داخل السيارات والشاحنات على الطريق العام وتطهير المطارات، والمرافئ ومحطات القطار وغيرها. قضى د.سوبر وفريقه في خلال عامين على بعوض الملاريا في البرازيل التي تبلغ مساحتها 18000 كم2.
عندما تمّ الإعلان عن DDT كمبيد الحشرات الأول، قرر د. سوبر إختبار قاتل البعوض هذا على الميدات في إحدى المناطق الإيطالية الأكثر تضررا من الملاريا. في 1947، تمّ قسم جزيرة ساردينيا إلى مناطق، وتمّ تعيين 33000 شخصاً ورشّ 337000 مبنى، ومئات آلاف السدود والنباتات حيث تتكاثر الحشرات. قبل برنامج د. سوبر كان هناك 75000 حالة ملاريا في عام 1946، ولمن مع إنتهاء البرنامج، لم يشهد عام 1951 سوى 9 حالات من الملاريا. 

برنامج محو الملاريا العالمي
عندما أصبح أحد موظفي د. سوبر، ماركولينو كانداو، مدير منظمة الصحة العالميّة، أسس د. سوبر برنامج محو الملاريا العالمي في عام 1955. مع وصول عام 1960، إنضمت إلى هذا البرنامج 36 أمّة. إختفت مشاكل الملاريا في الكاريبي، البالقان، المنطقة جنوب المحيط الهادئ، شمال أفريقيا، أستراليا، تايوان، سريلانكا والهند. كانت الهند تعاني سابقاً من حوالي 75 مليون حالة وفاة من الملاريا سنوياً، وبعد البرنامج إنخفض هذا الرقم إلى الصفر. 

يعد الحرب العالمية الثانية، عمل القسم الطبي في شركة أرامكو على إطلاق أوّل برنامج ملاريا في السعودية. وبعد ذلك، تمّ تسليم هذا البرنامج إلى الحكومة السعوديّة. مع عام 1956، بدأ المرض بالإختفاء، ومع عام 1977 أصبحت السعوديّة بلد يتحكم بالملاريا. غير أنّه بعد تفشي عام 1998، قررت الدولة استخدام البخاخ القاتل من جديد وإعادة هدف القضاء على الملاريا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق